الأمر الذي نرجوه في القريب العاجل أن نوضحه للباحثين في كتابنا:
(مع طه حسين: بين نظرياته المستعارة وآرائه النسبية) وهكذا يتبين للقارئ أن كل ما جاء عن طه حسين من أحكام في مجال الأدب بعامة والشعر بخاصة إنما هو أحكام نسبية ليست قطعية الدلالة أو بمعنى آخر ليست أحكاما مطلقة يقاس عليها في نظر منهجنا العلمي الحديث وإذا عرف القارئ ذلك عن طه حسين فإنه لا يعزب عليه أن يقف على تفاهة الأحكام العلمية التي أطلقها أحمد أمين في (فجر الإسلام وضحاه، وظهره) فهو وإن كان ناقلا أمينا في نقل النصوص إلا أن نقله ليست له قيمة علمية ذات بال، حيث كان يجمع بين الآراء المتناقضة فيما ينقل دون أن يشير إلى موضع التناقض فهو يستطيع أن يستقصي النصوص في الفكرة الواحدة من حياة الفكر الإسلامي ولكنه لا يستطيع أن يرتبها الترتيب التاريخي الدقيق، وإن استطاع أحيانا أن يرقبها الترتيب التاريخي الدقيق، فإنه لا يستطيع أن يرد المزيف منها أو يكشف عن المتناقضات أو يتعمق القرائن التاريخية ومن هنا وقع في أخطاء كثيرة ولا سيما حاول في فجر الإسلام، دراسة المذاهب والعقائد، وحينما حاول أن يستعرض الأحزاب السياسية، والمذاهب الفقهية في الصدر الأول من الإسلام ومن هنا كان أكثر ما كتبه عن المذاهب الإسلامية - التي لها خطرها كالمعتزلة، والشيعة، والمرجئة، والخوارج تصور للقارئ الإسلامي مجموعة من المتناقضات التي لا تليق بباحث يحتل الصدر الأول من أساتذة الجامعة وقد كان في ذلك أشبه بحاطب ليل يجمع الدر إلى المخشلبة.