نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١٦٧
وأما اللتان أخفق فيها منهج في دراسة النصوص، وتطبيق المنهج العلمي في تناول الموضوعات وسبب هذا الاخفاق في هاتين مرده أنه لم يمر بالتجربة التي مر بها صديقه في صورة مكتملة وأنه كان ناقلا أكثر منه ممارسا أو محققا ولا يعنينا في هذا المجال الرجوع إلى أصول هذه النقاط الأربع في مجال مناهج البحث العلمي، لأن طه حسين نفسه الذي كان بمنزلة الوسيط في تطبيق المناهج لم يكن مخترعا لشئ منها، بل وأكثر من ذلك لم يكن بمنزلة الوسيط في تطبيق المناهج لم يكن مخترعا لشئ منها، بل وأكثر من ذلك لم يكن شئ منها نابعا من ذاته، إذا استثنينا (الصورة الفنية) في الأداء الأدبي التي جاءت إليه بفضل الممارسة الطويلة ومعايشة التجربة الأدبية ومعنى ذلك:
أن طه حسين وإن كان يبدو أصيلا في الصورة الفنية إلا أنه مناهج البحث كان على العكس من ذلك، يستعير في أكثر أبحاثه الأدبية أقوال المستشرقين ثم يحاول بأسلوبه أن يخدع رقة دينه لأن الموضوعية في البحث العلمي شئ والدين والعقيدة شئ آخر.
ومهما يكن من أمر فإن مناهجه العلمية مستعارة منهم، وأكثر من ذلك أنه كثيرا ما يستعير أقوال القدماء ونظرياتهم ثم يصوغها مصبوغة بصبغته الأدبية ليبدو ذلك عند الأغرار وغير المعمقين أنها من نتاجه الفكري وهي ليست أكثر من ثوب مستعار أخذه عن القدماء من رجال علوم الأدب وهذا واضح فيما أفاده من نظرية الانتحال أخذ الكثير من أقوال ابن سلام في (طبقات الشعراء) وأقوال أبي عمرو بن العلاء فيما يدور حول كمية الشعر والنثر التي وصلت
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»