هذا بالإضافة لم يتعمق هذه المذاهب التعمق التاريخي، فلم يستطع - من قبيل المثالي - أن يميز بين المخالفين؟ من الشيعة والمعتدلين منهم فالإمامية والزيدية من المذاهب الشيعية المعتدلة يختلفون كل الاختلاف عن الكيسانية والمؤلهة والحلولية من المذاهب المتطرفة وأن إصدار الأحكام السريعة على المذاهب الإسلامية من حيث التكفير أو التفسيق ليس بالأمر اليسير الذي يرسل فيه القول على عواهنه، بل هي مسؤولية ضخمة للغاية، وحسابها من أشد الأمور عند الخالق سبحانه وقد أبان لنا الرسول الأعظم صل الله عليه وآله في أكثر من موضع أن تكفير المسلم كقتله سواء بسواء.
وما انتهى إليه علم المنهج العلمي الحديث - أنه لا يكفر في الصدر الأول من الإسلام إلا صنفان من المذاهب وهما: المؤلهة والمكفرة ونعني بالمؤلهة الذين ألهوا عليا، والمكفرة هم شذاذ الخوارج الذين كفروه ولا يدخل في المؤلهة عبد الله بن سبأ المزعوم، فإنه أشبه بالشخصية الخيالية التي وقع في تصورها الكثيرون من سذج المؤرخين كسيف بن عمر التميمي ونسبوا إليه كل ما يسئ إلى طوائف الشيعة وقد أفصحنا عن الكثير مما يمت إلى هذه الشخصية في مقدمتنا لكتاب: (عبد الله بن سبأ) للمحقق الكبير السيد مرتضى العسكري أما في العصر الحديث حتى هذه الفترة المعاصرة فلا نستطيع بحال أن ندخل في دائرة الكفر غير طائفتين تنتسبان إلى الإسلام وليستا من الإسلام في شئ، وهما: البهائية والقاديانية والأولى تنسب إلى الباب الذي ظهر في إيران، والثانية ديانة صنعها الإنجليز في الهند تحريم على المسلمين ممارسة الجهاد وتنسب إلى غلام أحمد القادياني.