في هذا الكتاب يقدم لنا المؤلف الدكتور نوري جعفر عن عقيدة أخلصها وصفاها لمبادئ الإسلام - العديد من مساوئ بني أمية التي كانت ثلمة لا ترأب في صرح الإسلام المجيد وهي لا تزال إلى اليوم وهي وصمة تاريخهم منذ أمسكوا بزمام الحكم حتى سقطت دولتهم على يد العباسيين سنة 132 ه وقيمة هذا الكتاب تتجلى في أن مؤلفه أضاف شيئا جديدا على الكاتبين في هذا الموضوع، ذلك أنه وثق كل ما جاء من مواقف بني أمية ضد مبادئ الإسلام السمحاء بالعديد من الروايات المبثوثة في المصادر والمراجع كما أتحف هوامش الكتاب بالكثير من تراجم الأعلام الذين ورد ذكرهم في ثنايا كتابه لقد كتب أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ - شيخ كتاب القرن الثالث الهجري - كما كتب غيره الكثير عن أخبار بني أمية وعن مساوئهم ومناوأتهم للبيت الهاشمي، ولكن الذي كتبه الجاحظ وغيره لا يعدو أن يكون من الرسائل المقتضبة، تناول فيها الجاحظ والمقريزي وغيرهما إبراز الصورة الفنية فيما كتبوا قبل أن يقدموا للقراء روايات مدعمة بالأدلة والبراهين ويشفعوا ما كتبوه بمقارنات تاريخية مدعمة بالمراجع التي استمدوا منها دراساتهم
(١٥٧)