نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١٦٥
الحمد لله القائل ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والقائل في محكم كتابه: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والصلاة والسلام على سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل (من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى)، والناهي عن التباغض والتشاحن في قوله:
(لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا) وهو الذي شدد النكير على المفرقين بين أمته حيث قال: (وإياكم وذات البين فإن ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين) بهذا المنهج الإسلامي الذي وضعه القرآن والحديث أساسا لبناء المجتمع الإسلامي السليم والشخصية الإسلامية السليمة نفتتح تصدير هذا الكتاب فيما وقع فيه أحمد أمين من أخطاء علمية كانت سببا في إحداث هذا الصدع في صرح الوحدة الإسلامية، في الوقت الذي يحتاج فيه المسلمون إلى العوامل والحوافز المثبتة لكيانهم بما يشد عضدهم وينفي عناصر السخيمة والبغضاء التي فرقت بينهم وأضعفت من وحدتهم بالأمس البعيد - في عام 1955 - وقبل أن أبدا الكتابة في التقريب بين شقي أمة سيد الأنبياء والمرسلين كنت أخرجت كتابا تحت عنوان: مع أحمد أمين: في فصول من كتابه: (فيض الخاطر) تعرضت فيه - في إيجاز - لهذه الأخطاء التاريخية والعقيدية التي وقع فيها أحمد أمين فريسة للأهواء والرأي بغير علم شوهت الكثير من وجه
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»