موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٤
قال الشافعي لما سأله أحد أصحابه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال (1):
ما أقول في رجل أسر أولياءه مناقبه تقية، وكتمها أعداؤه حنقا وعداوة، ومع ذلك فقد شاع ما بين الكتمانين ما ملأ الخافقين؟!!
وسئل الخليل بن أحمد الفراهيدي (2): لم هجر الناس عليا (عليه السلام) وقرباه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قال: ما أقول في امرئ كتمت مناقبه أولياؤه خوفا، وأعداؤه حسدا، ثم ظهر ما بين الكتمانين ما ملأ الخافقين؟!!
وسئل: ما الدليل على أن عليا (عليه السلام) إمام الكل في الكل؟ قال: احتياج الكل إليه واستغنائه عن الكل، دليل على أنه إمام الكل.
وعلى رغم تلكم المعارضات والحواجز التي وضعها الأمويون أمام نشر الرسالة الإسلامية، وإثارة الشكوك في اتهام شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، وخلاف المنطق والمعقول، مثل قولهم: مبتدع، أو زائغ عن الحق، أو سيء المذهب، وغير ذلك من الكلام الذي يلقونه على عواهنه دون أي دليل أو إثبات، كل ذلك القصد منهم تشويه سمعتهم بإلقاء الشبهات عليهم من الوجهة الدينية؛ لأنهم أنصار العلويين في مقاومة الحكم الأموي.
وإذا أردنا أن نسأل عن المصداقية الموجبة لهذه التهم والبهتان، فلا نجد جوابا شافيا إلا الخضوع لحكم السلطات المعادية لأهل البيت وشيعتهم.

(1) الكنى والألقاب، ترجمة الشافعي.
(2) سفينة البحار، مادة " خلل ".
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»