موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢١٩
الفصل الحادي والعشرون " تدوين الحديث " عند شيعة أهل البيت... وأهل السنة مند أن التحق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرفيق الأعلى وتسنم الشيخان أبو بكر وعمر سدة الحكم منعا تدوين الحديث وشددا في منعه، حتى أصبح كبار الصحابة ومن دونهم محذورا عليهم لا تدوين الحديث فحسب بل حتى منع عليهم ذكر الحديث والاستشهاد به في مناظراتهم وغيرها.
وحرم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بصورة خاصة تدوين الحديث إبان تسنمه سدة الحكم، بقولة قالها " حسبنا كتاب الله " استدراكا لما فعله الخليفة الأول أبو بكر ابن أبي قحافة حينما أحرق الأحاديث التي كانت عنده والتي سمعها ودونها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي تربو على الخمسمائة حديث.
في حين بقيت الأمة حائرة وهي بأمس الحاجة إلى تدوين الحديث لمعرفة أحكامها الفقهية من الحلال والحرام والحدود في الدماء والفروج والأموال، ومسائلها العقائدية، وأمورها الحياتية، إلى أن أجاز عمر بن عبد العزيز تدوين الحديث بعد القرن الأول من الهجرة.
غير أن شيعة أهل البيت رفضت القرار المزبور، ودونت الحديث رغم الحظر الشديد، وذلك ابتداء من عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرورا بعصر الإمام علي (عليه السلام) فما بعد،
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»