موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٠
واهتمت بحفظ هذه الثروة العظيمة وهذا التراث المجيد الذي أخذته من باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده أخذت شيعة أهل البيت عن أبنائه الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
وأول من دون الحديث سلمان المحمدي الفارسي وأبو ذر الغفاري، ومن بعدهم أبو رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنه علي وعبيد الله، وكانا كاتبين لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، والأصبغ بن نباتة، وسليم بن قيس الهلالي وكثير غيرهم، وكلهم من شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخواصه.
وعلى أي حال، فإن اهتمام شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بحفظ الحديث وتدوينه كانوا الرواد له والسابقين إلى ضبطه.
ويقول الأستاذ مصطفى عبد الرازق، عند ذكره لأول من دون الحديث، وعلى أي حال فإن ذلك لا يخلو من دلالة على أن النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة، لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة، كان حريا أن يسوقهم إلى الحث على تدوين [الحديث] في أقضيتهم وفتاواهم (1).
والواقع التأريخي يقر بأن الحكام الأمويين منعوا الناس عن التحدث بعلم علي (عليه السلام) خاصة أو نقل فتاويه وأقواله للناس (2).
فقد كان للاضطهاد الأموي لأهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم أثره العميق في منع الناس عن رواية الحديث عنهم، فالتجأ إلى التورية بقولهم: قال أبو زينب، أو قال الشيخ، بدلا من ذكر الرواة والمحدثين اسم علي.

(1) تمهيد لتأريخ الفلسفة الإسلامية: 252.
(2) ابن عساكر؛ تهذيب التأريخ 3: 407.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»