موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٢١
وكيف يستطيع أحد أن يذكره بخبر أو يسند عنه حديثا ومنابرهم تعج بسبه، وألسنة مشايخهم تلهج بذمه، وقصاصيهم يختمون أحاديثهم بلعنه (1)، إلى غير ذلك من الوسائل التي حاول الأمويون القضاء على مآثره (عليه السلام).
ويستدل في كثير من الأعمال الدبلوماسية التي قام بها معاوية في عهده الطويل الأمد، أنه كان قد قرر التوفر على حملة واسعة النطاق لتحطيم المبادئ العلوية، أو قل تحطيم جوهرية الإسلام متمثلة في دعوة علي وأولاده المطهرين (عليهم السلام).
ويظهر أنه كان ثمة أربعة أهداف تكمن وراء هذه الحملة.
1 - شل الكتلة الشيعية - وهي الكتلة الحرة - والقضاء تدريجيا على كل منتم إلى التشيع وتمزيق جامعتهم.
2 - خلق الاضطرابات المقصودة في المناطق المنتمية لأهل البيت والمعروفة بتشيعها لهم، ثم التنكيل بهؤلاء الآمنين بحجة تسبيب الشغب.
3 - عزل أهل البيت عن العالم الإسلامي، وفرض نسيانهم على المسلمين إلا بالذكر السيء، والحؤول - بكل الوسائل - دون تيسر النفوذ لهم، ثم العمل على إبادتهم من طريق الغيلة.
4 - تشديد حرب الأعصاب.
ولمعاوية في الميدان الأخير جولات ظالمة سيطول حسابها عند الله عز وجل كما طال حسابها في التأريخ، وسيجرنا البحث إلى عرض نماذج منها عند الكلام على مخالفاته لشروط الصلح.

(1) ابن عساكر؛ تهذيب التأريخ 3: 407.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»