موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٥
قال علي بن المديني: لو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي - أي التشيع - خربت الكتب.
وقال الخطيب البغدادي: قوله: خربت الكتب، يعني لذهب الحديث (1).
وروى الخطيب عن محمد بن أحمد، عن محمد بن نعيم الضبي، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب - وسئل عن الفضل بن محمد الشعراني؟ - قال: صدوق في الرواية، إلا أنه من الغالين في التشيع، وقيل له: فقد حدثت عنه في الصحيح؟ فقال:
لأن كتاب أستاذي ملآن من حديث الشيعة، يعني مسلم بن الحجاج (2).
وقد وضعوا على ألسنة أئمة المذاهب أقوالا مؤداها الامتناع عن قبول رواية الشيعة كذبا وبهتانا.
في حين كان أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس من تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام)، والشافعي تلميذ مالك، وأحمد بن حنبل تلميذ الشافعي، والكل قد رووا عن رجال الشيعة وخرجوا أحاديثهم، وهؤلاء لم يرد عنهم حول روايات الشيعة ما يدل على الطعن.
ثم نأتي إلى رواة الحديث وأهل الصحاح فنجد كتبهم ملأى بروايات الشيعة وأحاديثهم، فهذا البخاري كان شيوخه من الشيعة يربون على العشرين شيخا، وكذلك مسلم، والترمذي وغيرهم من رواة الحديث.
ومن المؤسف حقا أنك تجد في عصرنا الحاضر كتابا في علوم الحديث أو التأريخ يتغافلون عن الحقائق الراهنة، ويلبسونها أبرادا من التمويه، ليغذوا عقول

(١) الخطيب البغدادي؛ كفاية الأصول: ١٢٩.
(2) نفس المصدر: 131.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»