موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١١٦
ولا تصغر الدنيا؟
قال هشام: النظرة.
قال الديصاني: قد أنظرتك حولا.
وكان هذا السؤال من الديصاني مفاجأة لهشام، وهو المتكلم الجدلي البارع، إذ لم يكن قد عرض له مثل هذا السؤال فيما سبق، فيتجه إلى الإمام مستفهما، فيجيبه الإمام بمنطق الجدل الذي ينسجم مع طبيعة السؤال لا بمنطق الحجة القاطعة.
قال الإمام: يا هشام، كم حواسك؟
قال هشام: خمسة.
قال الإمام: أيهما أصغر؟
قال هشام: الناظر.
قال الإمام: وكم قدر الناظر؟
قال هشام: مثل العدسة أو أقل منها.
قال الإمام: يا هشام أنظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى.
قال هشام: أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا.
قال الإمام: إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه في العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة.
فأكب هشام عليه يقبل يديه ورأسه وقال: حسبي يا ابن رسول الله، وانصرف إلى منزله.
وكأن الإمام أراد أن يقطع الحجة على الديصاني بالنقض جدلا بشيء يدرسه بالحس البديهي، بعد أن لم يكن الديصاني جديا في البحث عن الحل الواقعي.
(١١٦)
مفاتيح البحث: الجدال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»