موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٢٧
الفصل التاسع عشر منهجه السياسي من الواضح أن مبدأ العدالة - من أعظم مبادئ الشريعة الإسلامية - أصبح في عهد حكام الجور لا يعمل به، فالولاة الجبابرة ظلمة لا يصلحون لمركز الولاية على المسلمين، وفاقدو القدرة والكفاءة على التحلي بصفات الخلافة التي تسنموها ظلما وعدوانا، ولا قدرة لهم على تنفيذ أحكام الإسلام، وفاقد الشيء لا يعطيه، ولا تجب طاعتهم بأي حال، وإن في مؤازرتهم ومعاونتهم خروجا على أمر الله، ومخالفة لكتابه.
فسياسة أهل البيت (عليهم السلام) تقضي بحرمة التعاون مع الظالمين، وعدم الركون إليهم.
وقد صح عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال لأصحابه: " ما أحب أن أعقد لهم - أي الظلمة - عقدة، أو وكيت لهم وكاء، ولا مدة بقلم، وإن الظلمة وأعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد ".
وكان ينهى عن المرافعة إلى حكامهم، ولا يرى لزوم ما يقضون به، لأن حكمهم باطل وغير نافذ، كما كان يشدد على العلماء الذين يسيرون في ركاب الدولة، ويأمر بالابتعاد عنهم، حيث يقول: " الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»