موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١١٣
والعدم والحدوث والقدم في شيء واحد.
ولكن ابن أبي العوجاء لا يريد التخلي عن جدليته، لأن الفشل والانهزام منوط بالتخلي عن ذلك.
والواقع أن انتقال ابن أبي العوجاء في حديثه من الواقع إلى الافتراض، هو تسليم منه بثبوت الحدوث للأجسام مما هو ثابت وواقع، واعترافه بالعجز عن إثبات خلافه، وقد شعر بالهزيمة تهز كيانه وموقفه، وبالخلط والحيرة يلفان تصوراته، ويمزقان نفسه كلما اتسع الحوار بينه وبين الإمام، فانقطع عن مواجهة الإمام حتى التقى به في الحرم الشريف فقيل للإمام إنه أسلم، فقال: هو أعمى من ذلك ولا يسلم، لما عرف من عناده للحق وإصراره على الكفر والضلال، ورغم هذا فقد بادره الإمام متسائلا بغرابة: ما جاء بك إلى هذا الموضع؟
فقال: عادة الجسد وسنة البلد، ولننظر ما الناس فيه من الجنون والحلق ورمي الحجارة.
فقال له الإمام: أنت بعد على عتوك وضلالك؟
فذهب يتكلم فقال له الإمام: لا جدال في الحج، ونفض ردائه، وقال:
إن يكن الأمر كما تقول، وليس كما تقول، فقد نجونا ونجوت، وإن كان الأمر كما نقول، وهو كما نقول، فقد نجونا وهلكت.
وكأن الإمام أراد بذلك أن ينهي حواره معه، بعد أن دلل هذا على لجاجته في العناد وإغراقه في المكابرة، وانتهاء الإمام في حواره بما ابتدأ به سابقا.
وقبل ذلك حاول ابن أبي العوجاء إثارة هدوء الإمام بتحدياته، ولم يكن على ما يبدو قد التقى به قبل ذلك.
(١١٣)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الوسعة (1)، الحلق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»