موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١١٤
فقد حدث عيسى بن يونس (1) قائلا:
كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد، فقيل له: تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة.
قال: إن صاحبي كان مخلطا، يقول طورا بالقدر، وطورا بالجبر، فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه.
فقدم مكة متمردا وإنكارا على من يحجه، وكانت العلماء تكره مجالسته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله فجلس إليه في جماعة من نظرائه، فقال:
يا أبا عبد الله، إن المجالس بالأمانات ولا بد لكل من به سعال أن يسعل، أفتأذن لي بالكلام؟
فقال: تكلم.
فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر، وتهرولون حوله كهرولة البعير إذا نفر، إن من فكر في هذا وقدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه، وأبوك أسه ونظامه.
فقال الإمام: إن من أضله الله وأعمى قلبه واستوخم العواقب ولم يستعذبه، وصار الشيطان وليه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به عباده، ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته، وجعله محل أنبيائه، وقبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه، منصوب

(1) عيسى بن يونس، ذكره الشيخ في رجاله: 258 في أصحاب الصادق (عليه السلام) وفي أصحاب الكاظم (عليه السلام): 355 فقال: عيسى بن يونس بزرج له كتاب.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»