موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١١٠
على مصير الإنسان، فسلوك سبيل الإيمان على أي وجه افترضناه، يبقى الوجه الأسلم الذي يضمن به الإنسان سلامة مصيره، وهو أمر من مسلمات الفطرة السليمة وبديهيات العقل.
ولم يكن بيان الإمام بصدد إثبات شيء أو نفيه، وإنما هو تصوير لرؤيا المصير الذي سينتهي إليه الإنسان المؤمن والكافر، عند انتهاء وجوده في هذه الحياة، وفي نفس الوقت تهيئة الأرضية الصالحة للحوار الجدي الذي يعتمد القناعة كهدف فيما يلقي من حجة، وما يعرض من حلول، بعيدا عن العناد والمكابرة واللجاج، الذي يفتقد الحوار معه دوره في البناء والتقييم.
وحاول ابن أبي العوجاء أن يستثير مشاعر الإمام مرة ثانية بتحدياته، فتساءل: لماذا لم يظهر الله لخلقه وينهي مشكلة الخلاف بين الكفر والإيمان؟
فكانت إجابة الإمام في بساطتها، كما سبق، بمثابة عملية تطهير لنفسه.
ولم يكن ابن أبي العوجاء مناظرا موضوعيا في بحثه عن الحقيقة وتطلعه نحو المعرفة، بل كان يتعمد في حواره الجدل العقيم لتغطية انهزامه وفشله.
عاد ابن أبي العوجاء في اليوم الثاني إلى الإمام ليستأنف الحوار، وقد ذهل ولم يعرف من أين يبدأ الحديث.
وأدرك الإمام ما كان يتخبط به من موقف حائر، فيبادره قائلا: كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه؟
فقال: نعم، أردت ذلك يا ابن رسول الله.
فقال له الإمام مستغربا: ما أعجب هذا! تنكر الله وتشهد أني ابن رسول الله؟!
فقال: العادة تحملني على ذلك.
(١١٠)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الجدال (1)، العقم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»