بسيطة (1)، وجهاز أكثر بساطة (2). وهكذا ولد أعظم بيت في التاريخ، وبدأت أبهى حياة مشتركة.
وتكون في جوار بيت النبي (صلى الله عليه وآله) بيت صغير هو أكبر من التاريخ كله، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقا!
وكان منهل الفضائل والمكارم، والعشق، والإيمان، والإيثار، والجهاد، وبساطة العيش، بل كان يناطح السماء علوا ورفعة.
أما سيده - راهب الليل المتهجد في جوفه - فقد كان ليث الوغى، لا تكاد تبرأ جراحه بعد حتى يخوض حربا أخرى. وكان (عليه السلام) أشجع المقاتلين، وأعظمهم منازلة للأقران.
وأما صاحبته فقد كانت السيدة الرزينة الصبور، حملت عبء الحياة، ورضيت بأقل الإمكانات. وكانت تضمد جراح بعلها وأبيها (3)، حتى عبر عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعبيرا لطيفا، فقال: " فاطمة أم أبيها " (4).