وكان موقع النبي (صلى الله عليه وآله) في زعامة الأمة من جهة، وشخصية الزهراء (عليها السلام) من جهة أخرى، عاملين مشجعين لكثير من الصحابة - بخاصة من كان يفكر منهم بمستقبله عبر هذه الأواصر - على التقدم لخطوبة الزهراء (عليها السلام). بيد أن أباها كان يرفض رفضا قاطعا، ويصرح أحيانا بأنه ينتظر فيها قضاء الله (1).
واقترح على الإمام علي (عليه السلام) عدد من الصحابة الموالين له أن يتقدم لخطوبتها (عليها السلام). وكان قلب الإمام طافحا بالإيمان، وصدره مفعما بحب الله، لكنه خالي الوفاض من الدراهم والدنانير.
فتوجه تلقاء البيت النبوي، ومنعته الهيبة النبوية من الكلام، وكان ينظر مرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) نظرة مليئة بالحياء، وأخرى إلى الأرض. فأنطقه النبي (صلى الله عليه وآله) من خلال بعض التمهيدات، ولما تكلم قال له: أمعك شيء؟ والجواب واضح!
أما فاطمة، فهل لها كفء غير علي؟!
وتحقق الأمر الإلهي، كما أشار إليه النبي الأعظم (2) وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة في السنة الأولى من الهجرة (3) بمهر قليل (4)، ومراسم