بالأبطح غدوة وعشيا: ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته.
قال: وقال النبي (صلى الله عليه وآله): إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم، ومن أزمع (1) للهجرة معه من بني هاشم....
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي وهو يوصيه: وإذا أبرمت ما أمرتك فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله، وسر إلي لقدوم كتابي إليك، ولا تلبث بعده....
ولما ورد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة وألاصه (2) في ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي؛ يعني عليا وفاطمة (عليهما السلام)... ثم كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) كتابا يأمره فيه بالمسير إليه وقلة التلوم (3)، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي، فلما أتاه كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهيأ للخروج والهجرة، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسللوا ويتخففوا إذا ملأ الليل بطن كل واد إلى ذي طوى، وخرج علي (عليه السلام) بفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب - وقد قيل هي ضباعة - وتبعهم أيمن ابن أم أيمن مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأبو واقد رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم.