والتحف بالبرد اليماني الأخضر الذي كان يلتحف به النبي (صلى الله عليه وآله) عند نومه، ونام مطمئنا في فراشه (صلى الله عليه وآله) (1).
لقد عبر الإمام (عليه السلام) بهذا الموقف عن غاية شجاعته، وجسدها وصدع بها عمليا؛ إذ عرض بدنه الأعزل للسيوف المسلولة، وهذا اللون من الشجاعة امتاز به دون غيره.
وقد دفع هذا الإيثار الرائع الملائكة الكروبيين إلى الاستحسان والإعجاب به.
وباهى الله سبحانه ملائكته بهذا المشهد العجيب لنكران الذات (2)، فأنزل الآية الكريمة: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله...) لتخليد هذه المنقبة، وتكريم هذا الإيثار وهذه الفضيلة الرفيعة في أروقة التاريخ.
وبعد تلك الليلة كان (عليه السلام) يذهب إلى غار " ثور " ليوصل ما يحتاج إليه النبي (صلى الله عليه وآله) ورفيقه (3). فأوصاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) برد الأمانات، واللحاق به في المدينة (4).