من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٤٩
السلام. فنادته سكينة: يا أبة استسلمت للموت؟
فقال: كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين.
فقالت: يا أبه ردنا إلى حرم جدنا.
فقال: هيهات لو ترك القطا لنام (1).
فتصارخن النساء فسكتهن الحسين (عليه السلام).
وفي المصدر أيضا أنه (عليه السلام) أقبل على أم كلثوم وقال لها: أوصيك يا أخيه بنفسك خيرا، وإني بارز إلى هؤلاء القوم. فأقبلت سكينة وهي صارخة وكان يحبها حبا شديدا، فضمها إلى صدره ومسح دموعها وقال:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي * منك البكاء إذ الحمام دهاني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة * ما دام مني الروح في جثماني فإذا قتلت فأنت أولى بالذي * تبكيه يا خيرة النسوان وروى القطب الراوندي في كتاب الدعوات عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال: ضمني والدي (عليه السلام) إلى صدره يوم قتل والدماء تغلى وهو يقول: يا بني إحفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة (صلوات الله عليها) وعلمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمه جبرئيل في الحاجة والهم والغم والنازلة إذا نزلت والأمر العظيم الفادح، قال: ادع بحق يس والقرآن الحكيم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفسا عن المكروبين، يا مفرجا عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، صل على محمد وآل محمد وافعل بي "... وتذكر حاجتك " (2).
* الدروس المستفادة هنا:
1 - كن وقورا ولا تضطرب.
2 - كن مع الأقربين حميما ولا تلتهب.

1 - القطا: طائر في حجم الحمام ثقيلة المشي، أليفة لا تؤذي. ويقصد الإمام (عليه السلام) ان الأعداء لو تركوه لكان أليفا لا يضرهم، ولكنهم هيهات ان يتركوه فإما يبايع وإما يقتل.
2 - نفس المهموم / ص 346.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»