من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٤١
لتمر تحت مجهر العين ببساطة، إلا أن المعاني تبقى في علوها دون أن تدركها الكلمات والأفكار السطحية.
ونعم ما قاله الشاعر في وصفهم:
جادوا بأنفسهم من دون سيدهم * والجود بالنفس أقصى غاية الجود وهذه طبيعة الأخلاقية العلوية والمفاهيم المعنوية وكفاها لنا جذبا وانشدادا.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - الصلاة إذا كانت لله فإنها تقطع المصلي عمن سواه، وبذلك يتترس بترس الحب الذي لا يشعر معه غير الله والقيم المتصلة بالله. وهذه حالة من صنع الايمان وحسن الاعتقاد وكثرة التفكر في الحق والخلق والخالق.
2 - الوفاء والفداء توأمان في مدرسة الأخلاق الحسينية.
3 - أجمل الكلمات لابد من اختيارها في أصعب الحالات لتكون البلسم على الجرح.
E / في التصرف مع النادم التائب إن أخلاق الحسين (عليه السلام) هي من أخلاق الله تبارك وتعالى، وأخلاق الله فيها الصبر على الناس، والرفق بهم والرحمة بحالهم، ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلتهم بالتي هي أحسن، حتى يتعلموا ما جهلوه، ويفيقوا من سكرة الجهل وحب الدنيا، فيتحرك فيهم عرق الغيرة على الدين والأخلاق، هكذا كان الحسين مع الذين جاؤوا لقتله وإذلاله كما كانوا يهوون.
فيوم جعجع به الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس ليحبسه عن الرجوع، كان لموقف الإمام الحسين (عليه السلام) معهم أثر كبير في نفسية الحر، وملزما له أن يتبع الحق ويهتدي إلى أهله فما كان ليرد إلا معاند مكابر متصلف، أما طلاب الحقيقة - والحر أحدهم - فقد استقرت على الحق ضمائرهم فبادروا إلى التوبة، ونقلوا رحالهم إلى معسكر الحسين (عليه السلام) يقاتلون دونه، فهذا الحر بن يزيد الرياحي، أقبل على عمر بن سعد وقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل - أي الإمام الحسين -؟
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»