من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٤٥
* الدروس المستفادة هنا:
1 - إن كنت على حق فلا تركع للباطل مهما أسرف أهله في ظلمك.
2 - عند إشتداد المصائب أربط قلبك بالله ولسانك بذكره والدعاء إليه.
3 - إذا كنت على يقين بصحة طريقك إلى الله فلا تهتم بالمصائب مهما كانت حارقة للقلب وكبيرة عليك.
E / في الشجاعة والشرف والغيرة كتب المؤرخون: وألح العطش على الإمام، وأضر به إلى حد بعيد، فحمل على الفرات، وكان الموكلون بحراسته فيما يقول بعض المؤرخين أربعة آلاف، فانهزموا من بين يديه، واستولى الامام على الماء فغرف منه غرفة ليروي ظمأه القاتل فناداه خبيث من القوم: أتلتذ بالماء؟!! وقد هتكت حرمك.
ورمى أبي الضيم الماء من يده، وآثر كرامة عائلته على عطشه وأسرع إلى الخيمة فإذا بها سالمة فعلم أنها مكيدة.
يقول ابن حجر - من علماء السنة -: ولولا ما كادوه به من أنهم حالوا بينه وبين الماء لم يقدروا عليه، إذ هو الشجاع القرم الذي لا يزول ولا يتحول (1).
وفي رأيي أن الإمام (عليه السلام) لم يكن أساسا يريد شرب الماء، بل كان يريد إعطاء درس لأولئك الجناة وللتاريخ في معاني الغيرة والوفاء والتضامن ونبذ الأنانية. وهذه من أهم القيم الأخلاقية في مدرسة الحسين (عليه السلام) وكيف لا وهو لما توسط معسكر الأعداء وجعل يقاتلهم أشد القتال كان يرتجز هاتفا:
أنا الحسين بن علي * آليت أن لا أنثني أحمي عيالات أبي * أمضي على دين النبي (2) وروى ابن حجر ان الإمام الحسين (عليه السلام) كان يقاتل وينشد هذه الأبيات:
أنا ابن علي الحر من آل هاشم * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

1 - الصواعق المحرقة / ص 118.
2 - مناقب / ج 4 ص 223 - لابن شهرآشوب.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»