* الدروس المستفادة هنا:
1 - إن المنسلخ عن الدين الحق والانسانية الفطرية ليس إلا الممسوخ المنبوذ، فالحذر من المقدمات التي تؤدي بالانسان إلى الحالة الممسوخية.
2 - الماء حق مشاع بين البشر، إن من يستخدمه كسلاح لتركيع مناوئه لا يكون إلا مجرما بحق الانسانية العامة، فلابد من نشر الوعي الأخلاقي لتبقى قيمة الماء فوق الصراعات.
3 - بذائة اللسان نابعة من فقد الايمان بالله وبقيمة الانسان التي أكدت عليها كل الأديان.
4 - سلاح الحصار يتعطل مفعوله عند الصبر من أجل الحق، إذ يهزم العدو من داخله ويجعله صريع الضمير.
E / في أدب الكلام وتشجيع المتكلم ذكر مؤرخو ملحمة عاشوراء انه: انتصف النهار وجاء ميقات صلاة الظهر فوقف الفدائي المجاهد أبو ثمامة الصائدي، فجعل يقلب وجهه في السماء كأنه ينتظر أعز شئ عنده وهي الصلاة، فلما رأى الشمس قد زالت التفت إلى الإمام قائلا:
نفسي لنفسك الفداء، أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، والله لا تقتل حتى اقتل دونك، وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها...
أنظر إلى الأخلاق الايمانية والأدب الرفيع، هكذا كان الحسين (عليه السلام) قد ربى أصحابه. لقد كان الموت منه على قاب قوسين أو أدنى، ولكنه لم يغفل عن ذكر ربه، ولا عن أداء فريضة دينية، وجميع أصحاب الإمام كانوا على هذا المستوى إيمانا بالله وتفانيا في أداء فرائضه.
ورفع الإمام رأسه إلى السماء فجعل يتأمل في الوقت فرأى أنه قد حان أداء الفريضة، فقال لأبي ثمامة:
" ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها.. ".
وأمر الإمام أصحابه أن يطلبوا من معسكر ابن زياد أن يكفوا عنهم القتال ليصلوا لربهم، فسألوهم ذلك، فانبرى الرجس الخبيث واسمه الحصين بن نمير قائلا: إنها لا تقبل.
فقال له حبيب بن مظاهر - وهو الصحابي الجليل حافظ القرآن كله -: " زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقبل منك يا حمار.. ".