من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٣٠
2 - عندما تراعي أحاسيس الآخرين فإنك في الحقيقة تثير فيهم نزعة الحب وتشدهم إلى هدفك على نحو الذوبان والتفاني.
E / في أدب الشكر على الوفاء أنس بن الحارث الكاهلي من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد شهد معه بدرا وحنينا، وكان قد سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره ".
وهذا الصحابي الجليل لازم الحسين وصحبه من مكة، وكان شيخا كبيرا طاعنا في السن، وقد استأذن من الإمام أن يجاهد بين يديه فأذن له، وشد وسطه بعمامته نظرا لتقوس ظهره كما رفع حاجبيه بالعصابة، فلما نظر إليه الإمام الحسين (عليه السلام) أرخى عينيه بالبكاء، وقال له: " شكر الله لك يا شيخ ".
وقاتل - على كبر سنه - قتال الأبطال، فقد روي أنه قتل ثمانية عشر رجلا، ثم استشهد وسمت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا (1).
الحسين (عليه السلام) يشكر وفاء شيخ صاحب جده في الدعوة إلى الاسلام. إن هذا الأدب مفردة من مفردات الأخلاق الاسلامية التي جاء بها النبي (صلى الله عليه وآله) وجاء سبطه الحسين (عليه السلام) ليدافع عنها ولو بسفك دمه مظلوما.
وكان الإمام يبعث في نفوس أصحابه روح العزم والصمود، ويوصيهم بالصبر على ملاقاة الأهوال وقد ألهبت كلماته (عليه السلام) عواطفهم فخاضوا الموت في استبسال عاصف ليصلوا إلى مراتبهم في الفردوس الأعلى.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - أشكر من يقدم لك خدمة حتى ولو كانت من واجباته إتجاهك.
2 - وقر كبار السن لتحصل على توقير الآخرين لك عند كبر سنك.

1 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) / ج 2 ص 234 - بتصرف -.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»