من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٤٠
وحمل عليه الحصين إذ أخذته العزة بالإثم، فسارع إليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف، فشبت به الفرس فسقط عنها، وبادر إليه أصحابه فاستنقذوه واستمر القتال، وقبل أن يؤدي الإمام الصلاة قتل جماعة من حماة أصحابه ثم بعد ذلك أدى الفريضة (1).
هكذا كان أصحاب الإمام (عليه السلام) قد أخذوا من إمامهم حب الصلاة والأدب والمنطق والعزة والشجاعة وكذلك كان الحسين (عليه السلام) يتعامل معهم، لأن الأخلاق تبادل قيم فيها رضي الله سبحانه.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - إستمع إلى كلام الصديق وليكن في جوابك تشجيعا له ودفعا إلى الخير.
2 - إن الباطل يستفزه الحق ويدمغه، أما الحق فلا يهتز أبدا.
3 - الصلاة عمود الدين لن تسقط في كل الأحوال، ولكنها تخفف لتصل إلى حد الواجبات منها كما في حال الحرب أو الزلزال أو الخوف من شئ خطير.
E / في البشارة والوفاء والشكر قام الحسين (عليه السلام) إلى الصلاة يوم العاشر من المحرم، فوقف أمامه سعيد بن عبد الله يحفظه، فاستقبل السهام بجسمه، حتى إذا أثخن بالجراح سقط إلى الأرض وهو يقول:
اللهم العنهم لعن عاد وثمود، وأبلغ نبيك مني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك (صلى الله عليه وآله) (2).
والتفت إلى الحسين قائلا: أوفيت يا ابن رسول الله؟
قال: " نعم، أنت أمامي في الجنة " (3). وقضى نحبه (4).
إن قراءة هذه الكلمات العاجزة عن تصوير عظمة هذا الموقف الأخلاقي العجيب لواحد من أصحاب الحسين الأوفياء عملية سهلة، لأن الحروف تخرج من مخارج الألفاظ

1 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) / ج 3 ص 218 بتصرف.
2 - مقتل العوالم / للشيخ عبد الله البحراني: ص 88.
3 - ذخيرة الدارين: 178.
4 - وتأتي في عنوان الوفاء أن هذه القصة وردت في عمرو بن قرضة الأنصاري.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»