وجهه، وطيب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد " وليس هذا الموقف الأخلاقي العظيم للحسين (عليه السلام) الا بيان لمكانة الانسان وإدانة لكل النعرات العنصرية.
روي عن الباقر عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام): ان الناس كانوا يحضرون المعركة ويدفنون القتلى فوجدوا جون - العبد - بعد عشرة أيام يفوح منه رائحة المسك (رضوان الله عليه). (1) أجل كيف يصل العبد الأسود الباحث عن لقمة عيش إلى هذه الدرجة الرفيعة؟
الجواب يكمن في جاذبية أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) وسلوكه التربوي الرفيع الذي كان يمارسه مع الناس بكل طبقاتهم وفئاتهم.
وللمزيد من التمعن في مثل هذه المواقف المتبادلة بين الحسين (عليه السلام) وعبيد حضروا على مأدبة الجهاد بين يديه إقرأ الموقف التالي أيضا: فقد كتب التأريخ انه خرج غلام تركي مبارز، قارئ للقرآن عارف بالعربية، وهو من موالي الحسين (عليه السلام) فقتل جماعة، فتحاشوه فصرعوه، فجاءه الحسين (عليه السلام) فبكى ووضع خده على خده، ففتح - العبد - عينيه ورآه فتبسم، ثم صار إلى ربه، (2).
لا أدري بأي كلمة يمكن وصف الحسين (عليه السلام) وأخلاقه الفريدة؟ أين الحكام والشعوب من هذه الأخلاق؟ يا ليتهم ركنوا إليها ليستلذوا من رحيقها المختوم.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لا فرق في تطبيق الأخلاق مع العبيد والخدم، أو مع السادة وذوي المكانة في المجتمع، لأن الأخلاق لغة إنسانية عامة.
2 - الإمام المعصوم قادر بإذن الله على الإعجاز لتكريس القيم الإلهية في أوساط الناس.
3 - إظهار المحبة والعطف مع الأنصار الأوفياء مسألة أخلاقية تجب مراعاتها.