من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢١٩
ولكن نفسه الشرهة لم تمهله ساعة يتدبر فيها فيرجع عما أقدم عليه (1).
ولكن يا أخي: إن كان عمر بن سعد مات وانتهى فان أمثاله لا زالوا على نهجه سائرون، وتكمن المشكلة في انتشار الثقافة المادية التي لازالت تضخ لتوليد شواكل خبيثة من أمثال عمر بن سعد فلا زالت الثقافة الرسالية بين المسلمين غريبة كغربة صاحبها رسول الله وأهل بيته الكرام، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: " بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ".
* الدروس المستفادة هنا:
1 - الاستمرار في الفتح الأخلاقي وعدم اليأس وترك الموعظة.
2 - من واجب الداعية الإسلامية أن يبذل كل جهده في سبيل هداية المضللين دون أن ينسى أجره عند الله.
3 - لا بأس باللقاء مع الطاغوت لإتمام الحجة عليه.
E / في التزاور والتواضع خرج يزيد بن نبيط من البصرة لمناصرة الحسين (عليه السلام) في كربلاء ومعه اثنان من أبنائه، فلما وصلوا ذهب إلى رحل الحسين (عليه السلام) للقاء بإمامه، فلم يجد الحسين هناك، ثم بلغ الحسين ذلك فذهب إليه الحسين، فلم يجده، فجلس الحسين ينتظره حتى جاء فوجد الحسين جالسا فهتف عاليا بصوت المتلهفين من شدة فرحه: بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا.
ثم سلم على الحسين (عليه السلام) وجلس بين يديه فأخبره بأنه قادم لنصرته. فدعا له الحسين (عليه السلام) بخير، ثم أقبل حتى أتى فقاتل معه وقتل شهيدا وابناه دفاعا عن الإمام الحسين (عليه السلام) (2) * الدروس المستفادة هنا:
1 - تبادل اللقاء والزيارة خلق محمود، ومن الأفضل المبادرة فيه.

1 - الأخلاق الحسينية / ص 65 بتصرف.
2 - نقلناه مختصرا وبتصرف في الألفاظ عن كتاب منتهى الآمال (المعرب) ج 1 ص 644.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»