من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٢٧
في هذا اللقاء تقرأ كيف تجسدت أخلاق المودة لذي القربى والمواساة والتضحية وأدب الوداع والشكر. وهذه كلها من المفردات الأخلاقية التي تهتف بالمسلمين دائما أن هلموا إلى إحياء القيم الإسلامية بينكم.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - من الأدب أن تشكر من يقف معك ويواسيك في معاناتك وقضيتك.
2 - لابد في الشكر أن تستخدم أجمل الكلمات وتربطها بالقيم الإلهية.
3 - الإحسان السابق يثمر في ساعة الأزمة، وهكذا فلنستيقن بوعد الله الذي لا يضيع أجر المحسنين.
E / في الحب والتواضع والتعاضد تقدم جون مولى أبي ذر، وكان عبدا أسود البشرة، فقال له الحسين (عليه السلام): " أنت في إذن مني، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا ".
فقال: يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، والله إن ريحي لمنتن، وإن حسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفس علي بالجنة، فتطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. (1) ثم برز إلى القتال وهو ينشد ويقول:
كيف يرى الكفار ضرب الأسود * بالسيف ضربا عن بني محمد أذب عنهم باللسان واليد * أرجو به الجنة يوم المورد ثم قاتل حتى قتل، فوقف عليه الحسين (عليه السلام) - وهذا من أعظم مواقف التواضع الذي يصدر من قائد كالحسين تجاه فرد قد لا يعطيه الآخرون قيمة لأنه عبد أسود غريب في المجتمع. ولكن الحسين (عليه السلام) جاء على جنازته ورفع يديه له بالدعاء - قائلا: " اللهم بيض

١ - اللهوف: ٤٧، مثير الأحزان: ٦٣، تسلية المجالس وزينة المجالس: ٤٥٣، بحار الأنوار ٤٥: ٢٢، العوالم ١٧: ٢٦٥، أعيان الشيعة ١: ٦٠٥.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»