من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٢٥
هذه المواقف الأخلاقية هي الروح في القضية الحسينية، وقد نفخها الحسين (عليه السلام) في سلوك أصحابه فصاروا مخلدين بها وصارت مخلدة بهم.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - ما تنفقه من أخلاق حسنة يعود إليك أثره الحسن يوما.
2 - عيادة المريض والمبتلى والمصاب وتفقد أحوالهم مبدأ أخلاقي يجب تنفيذه رغم الصعوبات المحيطة.
E / في الوفاء والإيثار يوم عاشوراء.. خرج عمرو بن قرظة الأنصاري فاستأذن الحسين (عليه السلام)، فأذن له، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء، وبالغ في خدمة سلطان السماء، حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلى الحسين (عليه السلام) سهم إلا اتقاه بيده، ولا سيف إلا تلقاه بمهجته، فلم يكن يصل إلى الحسين سوء، حتى أثخن بالجراح، فالتفت إلى الحسين (عليه السلام) وقال: يا بن رسول الله أوفيت؟!
قال: " نعم أنت أمامي في الجنة، فاقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عني السلام، وأعلمه أني في الأثر "، فقاتل حتى قتل (رضوان الله عليه). (1) ومن العجائب للعبرة والعظة أن لهذا الوفي الصامد أخ جاهل اسمه علي بن قرظة كان مع عمر بن سعد، فنادى حين استشهد أخوه: يا حسين! يا كذاب ابن الكذاب! أضللت أخي وغررته حتى قتلته؟!
قال الحسين (عليه السلام) " إن الله لم يضل أخاك ولكنه هدى أخاك وأضلك "!
قال: قتلني الله إن لم أقتلك، أو أموت دونك! وحمل عليه - أي على الإمام (عليه السلام) -، فاعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه، فحمله أصحابه فاستنقذوه. (2) وهذا هو الفرق بين أخ يذهب إلى الجنة، وأخ يذهب إلى النار؟ ذاك إلى الجنة بوفائه

١ - اللهوف: ٤٦، مثير الأحزان: ٦١ وفيه عمر بن أبي قرظة، بحار الأنوار ٤٥: ٢٢، العوالم ١٧: ٢٦٥، أعيان الشيعة ١: ٦٠٥ وفي الثلاثة الأخيرة عمرو بن قرظة.
2 - تأريخ الطبري 3: 324، الكامل في التأريخ 2: 565، وقعة الطف: 223.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»