من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٢٦
للحق والفضيلة، وهذا إلى النار بوفائه للباطل والجاهلية والعصبية.
وذلك هو الأخلاق الحسينية التي مال إليها الأول ومال عليها الثاني. والآن أنت مع هذا أم مع ذاك؟ قرر أن تكون من الأوفياء الحسينيين وأصحاب الإيثار فان الجنة مقرهم الدائم، وأما الذين وفوا ليزيد وابن زياد وعمر بن سعد فهم جميعا في النار خالدون.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - إعلم أن الحياة تشابهات وتكرار للتشابه فاستبصر الطريق قبل السحيق.
2 - الحب أقوى ترس للوفاء، حيث يوصل المحب إلى درجة التضحية الواعية والفداء.
3 - لابد في الشكر من اختيار أروع كلمات التقدير والثناء.
4 - عند مجابهة الإيمان والجاهلية يجب على المؤمن أن يقف مع الإيمان حتى لو وقف أخوه مع الجاهلية.
E / في كلمة الشكر للمواسين جاء إلى الإمام الحسين (عليه السلام) عبد الله وعبد الرحمان الغفاريان، فقالا: السلام عليك يا أبا عبد الله، إنا أحببنا أن نقتل بين يديك، وندفع عنك.
فقال (عليه السلام): " مرحبا بكما ادنوا مني " فدنوا منه وهما يبكيان، فقال لهما: " يا ابني أخي ما يبكيكما؟ فوالله إني لأرجو أن تكونا عن ساعة قريري العين ".
فقالا: جعلنا الله فداك، لا والله ما نبكي على أنفسنا ولكن نبكي عليك، نراك قد أحيط بك ولا نقدر على أن نمنع عنك.
فقال (عليه السلام): " جزاكما الله يا ابني أخي بوجد كما من ذلك ومواساتكما إياي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين ".
ثم استقدما وقالا: السلام عليك يا ابن رسول الله.
فقال الحسين (عليه السلام): " وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته "، فخرجا فقاتلا قتالا شديدا حتى قتلا. (1)

١ - مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، ٢: ٢٣، بحار الأنوار ٤٥: ٢٩، العوالم 17: 273.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»