مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ٦٠
يكن إيجابيا، ولا يشك في أن الإمام عليه السلام كان يرى أن الخلافة له من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يقول عليه السلام فيما جرى عليه من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهبا فإن كان كلام الإمام حجة، وكان نهج البلاغة حجة، فإن الشقشقية من كلام الإمام في (نهج البلاغة)، وإن كان غير ذلك فلا حجة في النص السابق.
وليس أقوى من هذه الكلمة نص في الدلالة على عدم اعتراف الإمام بشرعية البيعة وشرعية الخلافة القائمة على هذه البيعة، واستحقاقه للخلافة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون غيره.
قال مصدق (1): كان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل، فقلت له: أتقول إنها - الشقشقية - منحولة؟
فقال: لا والله، وإني لأعلم أنها كلامه، كما أعلم أنك مصدق.
قال: فقلت له: إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى.
فقال: أنى للرضي، ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب؟ قد وقفنا على رسائل الرضي، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر.
ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن

(1) هو مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحي الواسطي، توفي ببغداد سنة 605 هجري، ذكره القفطي في إنباه الرواة.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»