كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٠
وصرت إلى روح وريحان، وبقي أبوك، وما أسرع اللحوق بك " (1).
قال القندوزي: إن الإمام قال: " لعن الله قوما: قتلوك يا ولدي، ما أشد جرأتهم على الله، وعلى انتهاك حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأهملت عيناه بالدموع وصرخت النساء فسكتهن الإمام " (2) وقال: " اسكتن فإن البكاء أمامكن وفي رواية أخرى أن الإمام لما رأى ولده الشهيد قال: " يا ثمرة فؤاداه يا قرة عيناه " (3).
القاسم بن الحسن:
وخرج من بعد علي الأكبر ابن الحسين القاسم بن الحسن، وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم، فلما نظر إليه الإمام الحسين، اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما، فاستأذن الغلام، فأبى الحسين أن يأذن له فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتى أذن له، فخرج الغلام ودموعه تسيل على خديه وهو يقول:
إن تنكروني فأنا ابن الحسن * سبط النبي المصطفى والمؤتمن هذا حسين كالأسير المرتهن * بين أناس لا سقوا صوب المزن وكان وجهه كفلقة القمر، فقاتل قتالا شديدا وقتل خمسة وثلاثين رجلا.
قال حميد بن مسلم: " كنت في عسكر ابن سعد فكنت أنظر إلى هذا الغلام عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنسى أنه اليسرى، فقال عمرو بن سعد الأزدي: والله لأشدن عليه، فقلت: سبحان الله، وما تريد بذلك، والله لو ضربني ما بسطت إليه يدي، يكفيه هؤلاء الذين احتوشوه. فقال: والله لأفعلن، فشد عليه وضرب رأسه بالسيف ووقع الغلام لوجهه ونادى: يا عماه!
فجاء الحسين كالصقر المنقض، فتخلل الصفوف، وشد شدة الليث وضرب عمرا قاتله بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها من المرفق، وحملت خيل الكوفة ليستنقذوا عمرا من الحسين، فاستقبلته بصدورها، وجرحته بحوافرها، ووطأته حتى مات، فانجلت الغبرة وإذا بالحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه فقال

(1) الدمعة الساكبة ج 4 ص 331.
(2) ينابيع المودة ص 415.
(3) ناسخ التواريخ ج 2 ص 355 والموسوعة ص 461 - 463.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327