كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨٠
في ذلك الجيش فلا مانع لدى أي فرد من أفراده بأن يقدم على جثة أي قتيل فينزع عنه ثوبه الملطخ بالدم ويحمله كغنيمة ليغسله في ما بعد ويلبسه أو يبيعه فينتفع بثمنه!!! وقد حدث هذا بالفعل وقد يهبط الجندي إلى أدنى المستويات فيأخذ " حذاء المقتول " " نعله "، قال أبو مخنف: " وسلب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له الأسود، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم "، وقال أبو مختف:
" وجاء الناس على الورس والحلل والإبل فانتهبوها " (1).
جاء أحد عسكر الخليفة إلى فاطمة بنت الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكي! فقالت له: مالك؟ فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله؟ قالت له: دعني! قال الجندي: أخاف أن يأخذه غيري!! (2).
هذه طبيعة دين فرعون المسلمين وجنوده، وتلك هي عقيدتهم العسكرية، وهذه هي أخلاق " الجيش الإسلامي " الذي واجه الإمام الحسين وحاربه في كربلاء.
... ولأجل قتل الإمام الحسين، وإبادة أهل بيت النبوة، جمع عبيد الله ثلاثين ألف مقاتل وسيرهم إلى كربلاء، بعد أن عين عمر بن سعد بن أبي وقاص قائدا لهذا الجيش، وعين شمر بن ذي الجوشن مساعدا له، ووصل " الجيش الإسلامي " إلى كربلاء، وعلى رمالها ألقى عصاه!! واتخذ مواضعه القتالية، ورفعوا درجة استعداداتهم إلى الدرجة القصوى، وانتظروا بفارغ الصبر أوامر دولة الخلافة ليبدأوا القتال، وينفذوا المهمة القذرة.

(١) راجع معالم المدرستين ج ٣ ص ١٣٦، وراجع الكامل لابن الأثير ج ٤ ص ٥٢ " انتهبوا ما في الخيام " وتاريخ الطبري ج ٦ ص ١٦٠، ومثير الأحزان ص ٤٠.
(2) راجع سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 204.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327