في ذلك الجيش فلا مانع لدى أي فرد من أفراده بأن يقدم على جثة أي قتيل فينزع عنه ثوبه الملطخ بالدم ويحمله كغنيمة ليغسله في ما بعد ويلبسه أو يبيعه فينتفع بثمنه!!! وقد حدث هذا بالفعل وقد يهبط الجندي إلى أدنى المستويات فيأخذ " حذاء المقتول " " نعله "، قال أبو مخنف: " وسلب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له الأسود، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم "، وقال أبو مختف:
" وجاء الناس على الورس والحلل والإبل فانتهبوها " (1).
جاء أحد عسكر الخليفة إلى فاطمة بنت الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكي! فقالت له: مالك؟ فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله؟ قالت له: دعني! قال الجندي: أخاف أن يأخذه غيري!! (2).
هذه طبيعة دين فرعون المسلمين وجنوده، وتلك هي عقيدتهم العسكرية، وهذه هي أخلاق " الجيش الإسلامي " الذي واجه الإمام الحسين وحاربه في كربلاء.
... ولأجل قتل الإمام الحسين، وإبادة أهل بيت النبوة، جمع عبيد الله ثلاثين ألف مقاتل وسيرهم إلى كربلاء، بعد أن عين عمر بن سعد بن أبي وقاص قائدا لهذا الجيش، وعين شمر بن ذي الجوشن مساعدا له، ووصل " الجيش الإسلامي " إلى كربلاء، وعلى رمالها ألقى عصاه!! واتخذ مواضعه القتالية، ورفعوا درجة استعداداتهم إلى الدرجة القصوى، وانتظروا بفارغ الصبر أوامر دولة الخلافة ليبدأوا القتال، وينفذوا المهمة القذرة.