كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٩
النموذج الثالث: قالت زينب بنت جحش: بينما كان الرسول في بيتي، دخل الحسين فقام النبي، فصلى، فلما قام احتضن الحسين إليه، فإذا ركع أو جلس وضعه ثم جلس فبكى، ثم مد يده، فسألته حين قضى الصلاة قائلة: " يا رسول الله إني رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك صنعته؟ قال النبي: إن جبريل أتاني أن هذا تقتله أمتي، فقلت: أرني تربته، فأتاني بتربة حمراء " (1).
النموذج الرابع: قالت أم سلمة: إن رسول الله رقد ذات ليلة، فاستيقظ مضطربا، ثم اضطجع فرقد فاستيقظ مضطربا، ثم اضطجع فرقد واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها، فقالت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال النبي: أخبرني جبريل، أن هذا [أي الحسين] يقتل بأرض العراق، فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها " (2).
النموذج الخامس: قالت أم سلمة: دخل الحسين يوما حتى جلس في حجر النبي، فقال جبريل للنبي: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي: يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم، فتناول جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله، قد احتضن حسينا، كاسف البال، مغموما، فظنت أنه غضب من دخول الصبي عليه لأنه كان قد أمر أن لا تدع أحدا يدخل عليه، فقالت معتذرة: يا رسول الله قلت لنا لا تبكوا هذا الصبي، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء، فخليت عنه، فلم يرد عليها الرسول، وخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال لهم: " إن أمتي يقتلون هذا " وفي القوم أبو بكر وعمر، وفي آخر الحديث أراهم تربته (3).

(١) راجع تاريخ ابن عساكر ح ٦٢٩، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٨٨، وكنز العمال ج ١٣ ص ١١٢، وتاريخ ابن كثير ج ٨ ص ١٩٩، ومثير الأحزان ص ٧ - ١٠، واللهوف ص ٧ - ٩.
(٢) راجع المستدرك على الصحيحين ج ٤ ص ٣٩٨، والمعجم الكبير للطبراني ح ٥٥، وتاريخ ابن عساكر ح ٦١٩ - ٦٢١، وترجمة الحسين من الطبقات الكبرى لابن سعد ح ٢٦٧، وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ١١، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٩٤ - ١٩٥، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٥٨ - ١٥٩، وذخائر العقبى للطبري ص ١٤٨ - ١٤٩، وتاريخ ابن كثير ج ٦ ص ٢٣٠، وكنز العمال ج ١٦ ص ٢٦٦، ومعالم المدرستين ج ٣ ص ٣١، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٣ ص ٣٣٧.
(٣) راجع تاريخ ابن عساكر ح ٦١٨، وتهذيبه ج ٤ ص ٣٢٥، وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ١٠، وسير النبلاء ج ٣ ص ١٠، ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٨٩، ومعالم المدرستين ج ٣ ص ٣٠، وفضائل الخمسة ج 3 ص 341 - 342.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327