النموذج الثالث: قالت زينب بنت جحش: بينما كان الرسول في بيتي، دخل الحسين فقام النبي، فصلى، فلما قام احتضن الحسين إليه، فإذا ركع أو جلس وضعه ثم جلس فبكى، ثم مد يده، فسألته حين قضى الصلاة قائلة: " يا رسول الله إني رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك صنعته؟ قال النبي: إن جبريل أتاني أن هذا تقتله أمتي، فقلت: أرني تربته، فأتاني بتربة حمراء " (1).
النموذج الرابع: قالت أم سلمة: إن رسول الله رقد ذات ليلة، فاستيقظ مضطربا، ثم اضطجع فرقد فاستيقظ مضطربا، ثم اضطجع فرقد واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها، فقالت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال النبي: أخبرني جبريل، أن هذا [أي الحسين] يقتل بأرض العراق، فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها " (2).
النموذج الخامس: قالت أم سلمة: دخل الحسين يوما حتى جلس في حجر النبي، فقال جبريل للنبي: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي: يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم، فتناول جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله، قد احتضن حسينا، كاسف البال، مغموما، فظنت أنه غضب من دخول الصبي عليه لأنه كان قد أمر أن لا تدع أحدا يدخل عليه، فقالت معتذرة: يا رسول الله قلت لنا لا تبكوا هذا الصبي، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء، فخليت عنه، فلم يرد عليها الرسول، وخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال لهم: " إن أمتي يقتلون هذا " وفي القوم أبو بكر وعمر، وفي آخر الحديث أراهم تربته (3).