ولكنما القبر الشريف ومن به * ومنبره يبكون من أجل فقده (1) ولا أخال نساء بني عبد المطلب يرفضن دعوة الإمام الحسين لو دعاهن للخروج معه، ولا أخاله يدعوهن لذلك.
ومن المؤكد أن خروج الإمام الحسين، قد فجع قلوب الشيوخ الطاعنين من الصحابة الصادقين، وفجع قلوب الذين أحبوه، ولكن لم يرتقوا إلى مستوى الوقوف معه.
فعند خروجه لقيه عبد الله بن مطيع، ونصحه أن لا يخرج وختم نصيحته بالقول: " فوالله لئن هلكت لنسترق من بعدك " (2).
المتعاطفون: البكاء والألم!!
لما وضع الرأس الشريف بين يدي ابن زياد أخذ ينكث بقضيبه ثنايا الحسين، فقال له زيد بن أرقم: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الشفتين تقبلهما، ثم انفجر الصحابي بالبكاء وهم بقتله لولا أنه شيخ خرف وذهب عقله كما قال (3).
وتكررت الحادثة أمام الخليفة إذ أخذ الخليفة ينكث بثنايا الحسين والرأس أمامه فقال له صحابي يقال له أبو برزة الأسلمي: " أتنكث بقضيبك في ثغر الحسين، أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا لربما رأيت رسول الله يرشفه... " (4).
وفي كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي و " مقتل الخوارزمي " وغيرهما: وساق