كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٧
عندما عاد علي بن الحسين إلى المدينة قال في مقطع من خطبة ألقاها بمستقبليه ومعزيه من أهل المدينة:
" والله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا، كما تقدم إليهم بالوصاة بنا لما زادوا على ما فعلوا، فإنا لله وإنا إليه راجعون " (1).
الملك والجيش والأمة والمذبحة:
قد يتصور بعض الناس أن ملك الفرس، أو ملك الروم، أو ملك التتار هو الذي أمر بالمذبحة!! لا إنه ملك المسلمين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان!!!
والجيش الذي ارتكب المذبحة ليس جيش الفرس، ولا جيش الروم ولا جيش التتار ولكنه جيش الخلافة الإسلامي!!! وقائد الجيش الذي أشرف على تنفيذ المذبحة هو عمر بن سعد بن أبي وقاص!!! يعاونه أركان قيادته المسلمة!!!.
والأمة التي شهدت المذبحة لم تكن أمة التتار ولا أمة السكسون ولا الهنود الحمر إنما كانت الأمة الإسلامية!!..
جريمة مع التعمد والإصرار:
المجرمون الذين ارتكبوا مذبحة كربلاء، كانوا يعلمون علم اليقين أن المذبحة أشنع جريمة، وأن النبي قد حذرهم منها بكل وسائل التحذير، وكانوا يعلمون علم اليقين أنهم يقتلون آل محمد، وأهل بيته، وكانوا يعلمون علم اليقين أن مذبحة كربلاء تصيب من النبي مقتلا، وتفجعه بأحب الخلق إليه، ولكن القتلة ملكا وجيشا وقيادة مع سبق الإصرار والترصد نفذوا جريمتهم النكراء بوحشية بالغة وعدم مبالاة.
والأكثرية الساحقة من الأمة الإسلامية كانت تعلم علم اليقين أن الذين أخرجوا إلى كربلاء هم آل محمد، وأهل بيته، وذوو قرباه، وكانت تعرف مراتبهم العلية، ودرجاتهم السنية وقد سمعت من النبي أنباء المذبحة قبل وقوعها بستين

(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327