كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٥
أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين، هذه وصيتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب " ثم طوى الحسين الكتاب ودفعه إلى أخيه محمد (1).
ويبدو أن الإمام الحسين قد أدركت بأن أخاه غير مقتنع بخروجه وأنه محب ومشفق وناصح بالفعل، فلم يطلب منه الخروج معه بغير قناعة، فأذن له أن يبقى في المدينة، طالما أنه على طاعة الإمام وولايته، ولأنه الوحيد المتبقي من ذرية أبي طالب، وبالضرورة سيسأله المسلمون عن الحسين، لذلك ترك له تلك الوصية ليطلع الناس عليها وهي جامعة لأسباب خروجه، ونحن نميل إلى القناعة التامة بأن الإمام الحسين لو كلف محمد بن الحنفية بالخروج لخرج معه، ولكن الحسين يريد من رأيه على رأيه وأمره على أمره (2).
ثانيا: العباسيون:
كان العباسيون كثرة وعلى رأسهم عبد الله بن عباس ولكن لم يخرج منهم أحد. لقد وقف العباس مع علي بعد موت النبي وقفة عز وشرف، ورفض إغراءات دولة الخلافة بأن يجعلوا له ولعقبه شيئا من الأمر مقابل أن يتخلى عن الإمام علي (3)، ولكنه رفض العرض بإباء وبقي إلى جانب الإمام علي حتى انتقل إلى جوار ربه، وبعد موت العباس وقف عبد الله بن العباس إلى جانب الإمام علي، فولاه الإمام البصرة، ولما آلت الأمور إلى الإمام الحسن كلف عبيد الله بن العباس بإمارة جيش أعده على عجل لمحاربة معاوية وبعد مفاوضات سرية بين رسل معاوية وعبيد الله بن العباس، التحق بمعاوية مقابل مبلغ من المال، واستمال

(١) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج ٥ ص ٣٤، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٨٨، والبحار للمجلسي ج ٤٤ ص ٣٢٩ وهي بلفظه، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٨٩، والعوالم ج ١٧ ص ١٧٩.
(٢) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج ٥ ص ٢٣، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٨٨، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٢٩، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٥٨٨.
(٣) راجع على سبيل المثال الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ ص ١٥ والنص في كتاب السقيفة للجوهري كما رواها ابن أبي الحديد، راجع معالم المدرستين للعسكري ج 1 ص 124.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327