أضحى المؤمل للجدوى يجيل بها * طرفا وليس يرى في الدار ديارا بالله يا راكبا حرفا معودة * طي السباسب أنجادا وأغوارا يمم بها بمنى من غالب فئة * وجوهها سطعت في الليل أقمارا مطعامة الجدب إن كف به بخلت * وأسرة الحرب إن نقع لها ثارا فأي طود هدى من مجدكم مارا * وأي بحر ندى من جودكم غارا هذا علي أمير المؤمنين لقى * مضرجا بدم من رأسه فارا قد حجب الخسف بدرا منه مكتملا * وغيض الحتف بحرا منه تيارا أودى ومن حوله للمسلمين ترى * من دهشة الخطب إقبالا وإدبارا وافت إليه بنوه الغر مسفرة * عن أوجه تملأ الظلماء أنوارا تدعوه والعين عبرى تستهل دما * والحزن أجج في أحشائها نارا يا نيرا غاب عن أفق الهدى فأرى * أفق الهدى لا يرى للصبح أسفارا أبكيك في الجدب مطعاما سواغبها * وفي لظى الحرب مقداما ومغوارا فلا أرى بعد حامي الجار من أحد * يجيرنا من صروف الدهر لو جارا فلا بدا بعده بدر ولا طلعت * شمس ولا فلك في أفقها دارا
(٦٠)