وسما البدر بالشعاع، فلا تبصر * إلا نورا سما فوق نور منبر الحق كان من حدق الشهب * وما كان من حدوج وكور عانق الروح جسمه فهما في * نشوة الوصل والتذاذ السرور ووفود الحجيج في غفوة الوحي * ترى اللب من وراء القشور نسمات الجنان قد أسكرتها * فهي لم تلتفت للفح الهجير ونداء السماء أشغلها عن * زعقات الحادي وهمس الخفير منظر هائل يحار به اللب * وتنهد قوة التفكير وكلام تعيه بالروح حين * الأذن صمت من روعة التعبير يرفع المصطفى عليا، لكي * يكشف فيه عن فضله المستور رامزا أنه عن الناس أسمى * رتبة في جهاده المشكور إن فعل النبي أفصح من أن * يلجأ المستريب للتفسير فهو يغني الجمهور عن نغمة * الوحي وتوقيعها على الجمهور قل لمن يستجير باللفظ هذا * الفعل يلغي مكائد المستجير إنما الوحي كان للفعل تأكيدا * وللقول لذة التقرير توج المصطفى عليا فأمسى * ملكا للهدى بأمر القدير فأعيدي يا ربة الشعر ذكراه * وثر حافلا به يا شعوري
(١٩٣)