عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٩٧
الكوفة وكربلاء البالغ طولها نحو ثمانين كيلومترا.
ومنها، إظهاره لمكانة كربلاء وكرامة جده سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، واعطاء كربلاء مكانتها العالمية، وقد ورد ذلك في الروايات فعن الإمام الصادق عليه السلام " وليصبرن الله كربلاء معقلا ومقاما، تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن " البحار ج 53 ص 12.
ومنها، الآية التي تظهر منه في نجف الكوفة، حيث يلبس درع جده النبي صلى الله عليه وآله ويركب مركبا خاصا يضئ للعالم فيراه الناس في بلادهم وهو في مكانه. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " كأني بالقائم عليه السلام على ظهر النجف لابسا درع رسول الله صلى الله عليه وآله فيتقلص عليه، ثم ينتفض بها فتستدير عليه، ثم يغشي الدرع بثوب إستبرق، ثم يركب فرسا له أبلق بين عينيه شمراخ، ينتفض به، لا يبقى أهل بلد إلا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتى يكون آية له. ثم ينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله إذا (فإذا) نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب " البحار ج 52 ص 391، وفيها عن أمير المؤمنين عليه السلام قال " كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر يدعو ويقول في دعائه " لا إله إلا الله حقا حقا، لا اله إلا الله تعبدا ورقا. اللهم معز كل مؤمن وحيد، ومذل كل جبار عنيد. أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الأرض بما رحبت. اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين. يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون. يامن وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون. الخ " وسوف نشير إلى ما يظهره الله تعالى على يده من واد غيبي وكرامات ومعجزات، ونذكر تطور العلوم الذي تدل عليه الروايات في عصره.
ومنها، أنه يتخذ السهلة مسكنا له ولعيا له، وهي قرب الكوفة من جهة
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»