عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٠٢
وشبه فراغ سياسي.
وقد اورد ابن حماد في مخطوطته نحو عشرين حديثا تحت عنوان " خروج المهدي من مكة إلى بيت المقدس " وورد عدد منها في مصادرنا الشيعية أيضا. منها، عن ابن وزير الغافقي أنه سمع عليا يقول " يخرج في اثني عشر ألفا إن قلوا وخمسة عشر ألفا إن كثروا. يسير الرعب بين يديه. لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله. شعارهم أمت أمت. لا يبالون في الله لومة لائم. فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ويملك، فترجع إلى المسلمين محبتهم ونعمتهم وقاصتهم وبزارتهم، فلا يكون بعدهم الا الدجال. قلنا: وما القاصة والبزارة؟ قال يقبض الامر حتى يتكلم الرجل بأشياء لا يخشى شيئا " ص 96، وفيها " ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته ".
وفي ص 97 " فيقول (أي المهدي " أخرجوا إلي ابن عمي حتى أكمله، فيخرج إليه فيكلمه، فيسلم له الامر ويبايعه: فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمته كلب فيرجع ليستقيله، فيقتتل هو وجيش السفياني على سبع رايات، كل صاحب راية منهم يرجو الامر لنفسه، فيهزمهم المهدي " وفيها " فيستقيله البيعة فيقيله، ثم يعبي جيوشه لقتاله فيهزمه، ويهزم الله على يديه الروم ".
والسفياني لعنه الله ابن عم الإمام المهدي عليه السلام، لان أمية وهاشم كما هو معروف أخوان. وإذا صحت هذه الرواية فهي سياسة حكيمة وخلق عظيم من الإمام المهدي عليه السلام، يريد بذلك أن يصرفه عن غيه إذا أمكنه ذلك، أو يقيم عليه مزيدا من الحجة، ولكن السفياني سرعان ما يندم على تأثره الموقت بشخصية الإمام المهدي عليه السلام، ويندمه أقاربه بنو كلب، بل قادة جيشه السبعة الذين يكون
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»