ما ذكرناه في حركة السفياني.
وحاصل الحالة السياسية في المنطقة التي تفهم من الروايات قبيل معركة القدس: أن الروم الغربيين يكونون في حالة تخوف من مواجهة الإمام المهدي عليه السلام بسبب انتصاراته المفاجئة، وانتصارات أصحابه في اليمن والحجاز والعراق، وربما انتصاره عليهم في معركة الخليج. وبسبب الموجة الشعبية العارمة له في الشعوب الاسلامية، وخاصة مسلمي المنطقة. ولابد أن الآيات الربانية التي تسبق ظهوره عليه السلام وترافقه تكون ذات تأثير على الشعوب الغربية أيضا وتزيد في ارتباك حكوماتها، فلا تقوم بأكثر من إرسال قواتها إلى ساحل أنطاكية وساحل الرملة في فلسطين أو مصر، ويكون دور الغربيين في المعركة بشكل عام مساندة حلفائهم اليهود والسفياني.
أما وضع اليهود فيكون أكثر قلقا ورعبا، لان المعركة مصيرية بالنسبة إليهم، ولكنهم يفضلون أن لا يواجهوا جيش المهدي مباشرة، بل بواسطة خط دفاعهم (العربي) بقيادة السفياني. وهذه قاعدة وسنة آلهية في الشعوب والحكومات المترفة الطاغية أنهم يفضلون دائما أن يجدوا شعبا أو قوة عسكرية تقاتل نيابة عنهم، وأن يبقوا هم وراءها في الخط الثاني أو الثالث، كما نشاهد اليوم في حالة الغربيين واليهود عموما.
أما الحالة الشعبية في المنطقة فتبلغ من تأييدها للإمام المهدي عليه السلام أنها تكاد تطيح بالسفياني وتضم بلاد الشام إلى دولته عليه السلام، لولا الاسناد الخارجي القوي للسفياني وجيشه من الروم واليهود. ولا يبعد أن يرافق تراجع السفياني من دمشق إلى الرملة بفلسطين التي تكون قوات الروم فيها، تراجع قواته العسكرية أيضا أمام زحف جيش المهدي، وأن تكون بلاد الشام ما عدا الخط المحاذي لإسرائيل في حالة فراغ عسكري،