عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٨٧
عليه السلام، وتشع منها أنواره. بينما يبذل الأعداء وإعلامهم العالمي جهدهم لكي يعتموا على نجاح حركته المقدسة، أو يصوروها إذا تسرب خبرها بأنها حركة واحد من المتطرفين المدعين للمهدية، الذي سبق أن قضي على عدد منهم في مكة وغيرها. وينشطون في تحريك عناصرهم داخل مكة، لجمع المعلومات عن قائد الحركة وقواته، واكتشاف نقاط الضعف المناسبة، وتقديمها إلى قوات السفياني، التي يصدر إليها الامر بالتحرك إلى مكة بأسرع وقت ممكن.
وفي يوم عاشوراء، ويكون يوم سبت كما تذكر الروايات، يدخل الإمام المهدي عليه السلام المسجد الحرام ليؤكد عالمية حركته، ويخاطب شعوب المسلمين كلها وشعوب العالم بلغاتها، ويطلب منهم النصرة على الكافرين والظالمين. فعن الإمام الباقر عليه السلام قال " يخرج القائم يوم السبت يوم عاشوراء، اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام " البحار ج 52 ص 285، وقد تقدمت الرواية بأنه يخرج يوم الجمعة بعد صلاة العشاء، ووجه الجمع بينهما ما رجحناه من أن ظهوره عليه السلام يكون على مرحلتين، وأن سيطرته على الحرم ومكة ليلة العاشر من محرم تكون مقدمة لاعلان ظهوره للعالم يوم السبت يوم عاشوراء.
ولابد أن يكون لذلك وقع على دول العالم، ودوي كبير في الشعوب الاسلامية. خاصة عندما يخبرهم عليه السلام بأن المعجزة الموعودة على لسان جده المصطفى صلى الله عليه وآله سوف تقع ويخسف بالجيش السوري السفياني الذي يتوجه إلى مكة للقضاء على حركته.
والروايات عن مدة بقائه في مكة وأعماله فيها قليلة، تقول إحداها " فيقيم في مكة ما شاء الله أن يقيم " البحار ج 52 ص 334، وتذكر أخرى أنه
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»