عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٨٩
الحسنة (أي أهل مكة) فيطيعونه، ويستخلف عليهم رجلا من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة. فإذا سار منها وثبوا عليه فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم، يبكون ويتضرعون ويقولون: يا مهدي آل محمد التوبة التوبة. فيعظهم وينذرهم ويحذرهم، ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير " البحار ج 53 ص 11، وهذه الرواية لا تشير إلى وجود حركة مقاتلة في وجهه في مكة. وقد يكون المقصود بأنه يقتل مقاتلتهم في الرواية الأولى الافراد الذين قتلوا واليه على مكة.
وفي طريقه إلى المدينة، يمر على مكان الخسف بجيش السفياني كما تذكر رواية تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام " فإذا خرج رجل منهم (من آل محمد) معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله، عامدا إلى المدينة، حتى يقول (فيقول) هذا مكان القوم الدين يخسف (خسف) الله بهم، وهي الآية التي قال الله عز وجل " أفأمن الذين يمكرون السيئات أن يخسف الله بهم الأرض، أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون. أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ".
تحرير المدينة المنورة والحجاز تذكر بعض الروايات أن الإمام المهدي عليه السلام يخوض معركة أو أكثر في المدينة المنورة، على عكس الامر في مكة. فعن الإمام الباقر عليه السلام قال في حديث طويل " يدخل المدينة فيغيب عنهم (عنها) عند ذلك قريش، وهو قول علي بن أبي طالب عليه السلام: والله لودت قريش (أن لي) عندها موقفا واحد جزر جزور، بكل ما ملكته وكل ما طلعت عليه الشمس. ثم يحدث حدثا، فإذا هو فعل ذلك قالت قريش:
أخرجوا بنا إلى هذا الطاغية، فوالله لو كان محمديا ما فعل، ولو كان علويا ما فعل، ولو كان فاطميا ما فعل. فيمنحه الله أكتافهم، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية، ثم ينطلق
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»