قال " فيقوم رجل منه فينادي: يا أيها الناس. هذا طلبتكم قد جاء كم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله. قال فيقومون فيقوم هو بنفسه فيقول: أيها الناس، أنا فلان بن فلان ابن نبي الله صلى الله عليه وآله، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله. فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم ثلاث مئة ونيف (وينيف على الثلاثمائة) فيمنعونه " البحار ج 52 ص 306.
ومعنى رجل منه: أي من نسبه. ومعنى فيقومون: فيقفون ليروا المهدي عليه السلام الذي يهلج الناس بذكره وينتظرونه. ويحتمل أن يكون معناه فيقفون ويأخذون بالانصراف خوفا من السلطة.
والذين يقومون إليه ليقتلوه لابد أنهم من سلطة الحجاز.
والرواية بدقتها تصور حالة المسلمين في التشوق إلى الإمام المهدي وطلبهم له وبحثهم عنه. وحالة ارهاب السلطة وبطشها في نفس الوقت.
وينبغي الالفات إلى أنه من المستبعد أن يكفي أصحابه الخاصون عليه السلام لتحرير الحرم ومكة في مثل ذلك الجو الارهابي الذي تذكره الأحاديث الشريفة، والذي يكفي أن نعرف منه حادثة قتل النفس الزكية قبل الظهور بأسبوعين بذلك النحو الوحشي، لمجرد أنه يقول أنا رسول المهدي ويبلغهم عنه كلمات. لذلك لابد أن يكون الإمام المهدي عليه السلام مضافا إلى ما أعطاه الله تعالى من أسباب غيبية، قد أعد العدة بالأسباب الطبيعية لكي يتمكن من إلقاء خطبته كاملة، ثم ليسيطر أصحابه على الحرم الشريف، ثم على مكة. وذلك بواسطة المئات أو الألوف من أنصاره اليمانيين والإيرانيين والحجازيين، بل من المكيين أنفسهم الذين ذكرت الروايات أنه يبايعه عدد منهم. فهؤلاء يكونون القوة البشرية والعسكرية الذين يقومون بالاعمال والمهام المتعددة الضرورية لانجاح حركته المقدسة، والامساك بزمام الامر في مكة، وتحويل