عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النبي ويصلي عليه، ثم يتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس.
فيكون أول من يضرب على يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل " البحار ج 52 م ص 307.
وقد ذكرت الروايات فقرات من خطبته عليه السلام، أو بيانه الأول الذي يلقيه على أهل مكة، وبيانه الثاني الذي يوجهه إلى المسلمين والعالم. من ذلك ما في مخطوطة ابن حماد عن أبي جعفر قال " ثم يظهر المهدي عند العشاء، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقميصه وسيفه، وعلامات ونور وبيان. فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكركم الله أيها الناس، ومقامكم بين يدي ربكم. فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء. وأنزل الكتاب. وأمركم أن لا تشركوا به شيئا. وأن تحافظوا على طاعة الله وطاعة رسوله.
وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات. وتكونوا أعوانا على الهدى. ووزرا على التقوى. فإن الدنيا قددنا فناؤها وزوالها وآذنت بوداع. فإني أدعوكم إلى الله والى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، واحياء سنته. فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، على غير ميعاد، قزعا كقزع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنهار، فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم. وتنزل الرايات السود الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهدي. ويبعث المهدي جنوده في الآفاق. ويميت الجور وأهله. وتستقيم له البلدان " ص 95.
وقزع الخريف: غيوم الخريف التي تكون متفرقة منتشره في السماء ثم تجتمع. وأول من شبه تجمع أصحاب المهدي عليه السلام بذلك أمير المؤمنين عليه السلام كما في نهج البلاغة خطبة رقم 166 وغريب كلامه عليه السلام رقم 1، ولعله أخذ ذلك من النبي صلى الله عليه وآله ومن المحتمل أن يكون ظهور المهدي عليه السلام وتجمع أصحابه في مكة في فصل الخريف،