العياشي المتقدمة يفهم منه أن المهدي عليه السلام يخوض حربا في المدينة عند دخولها. ولكنها كما ترى تذكر معركتين بعد دخوله المدينة، وروايات كتاب يوم الخلاص جميعها تحتاج إلى تدقيق في نسبتها إلى مصادرها، كما أن صاحب الكتاب غفر الله له أجاز لنفسه أن يقطع الروايات ويضم أجزاء من بعضها إلى بعض آخر، ثم ينسبها إلى مصدر فيه جزء مما ذكره، أو جزء شبيه به!
ومن المحتمل أن يلاقي الإمام المهدي عليه السلام مقاومة عندما يأتي بجيشه إلى المدينة من بقية قوات السلطة أو قوات السفياني، وأن يخوض معهم معركة وينتصر عليهم. ولكني لم أجد رواية تدل على ذلك، ووجدت رواية تشير إلى رضا أهل المدينة به عليه السلام وعدم مقاومتهم له، ففي الكافي ج 8 ص 224 عن الإمام الصادق عليه السلام قال في حديث طويل " ويهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي عليه السلام إلى مكة فيلحقون بصاحب هذا الامر. ويقبل صاحب هذا الامر نحو العراق، ويبعث جيشا إلى المدينة فيأمن أهلها، ويرجعون إليها " ويساعد على مضمون هذا الحديث ما كان لاقاه أهل المدينة من جيش السفياني، ومعجزة الخسف به، وضعف حكومة الحجاز، وربما انهيارها بعد حادثة الخسف بجيش السفياني. والتيار العالم المؤيد للمهدي عليه السلام. يضاف إلى كل ذلك شعور أهل المدينة بأنه عليه السلام منهم.
وهذه الرواية كما ترى تشير إلى أنه عليه السلام لا يأتي هو إلى المدينة في تلك الفترة رأسا، بل يرسل جيشا إليها. وهو احتمال قريب بل راجح.
كما أن الحركة المضادة التي يقتل فيها عامله أي الحاكم من قبله على المدينة قد تكون بعد فترة غير قصيرة من سيطرته على المدينة والحجاز. أما حدث إعادة بناء قير النبي صلى الله عليه وآله ومسجده، وإعادة بناء الكعبة الشريفة والمسجد الحرام فالمرجح انها تكون بعد فترة الثمانية أشهر التي تتواصل فيها