الذين وعد الله تعالى أن يسلطهم على اليهود في قوله تعالى " بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " والأمة المعدودة في قوله تعالى " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه. ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم " وأنهم خيار الأمة مع أبرار العترة، وأنهم الفقهاء والقضاة والحكام، وأن الله يؤلف بين قلوبهم فلا يستوحشون من أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، أي لا تزيدهم كثرة الناس حولهم أنسا وايمانا. وأنهم أينما كانوا في الأرض يرون المهدي عليه السلام وهو في مكانه ويكلمونه، وأن أحدهم يعطى قوة ثلاث مئة رجل. إلى آخر ما ذكرت الأحاديث الشريفة من خصائصهم وكراماتهم.
وذكرت بعض الروايات أن أهل الكهف يبعثون ويكونون منهم، وأن منهم الخضر وإلياس عليهما السلام. وذكرت روايات أخرى أن بعض الأموات يحيون بأمر الله تعالى ويكونون منهم.
ومنها، أن الروايات تدل على أنهم يكونون قرب ظهوره عليه السلام ثلاث مجموعات أو فئات: فئة تدخل معه مكة، أو تصل إليها قبل الآخرين. وفئة يسيرون إليه في السحاب أو الهواء. وفئة يبيتون ذات ليلة في بيوتهم في بلادهم فلا يشعرون الا وهم في مكة. فعن الإمام الباقر عليه السلام قال " يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الأشعاب، وأشار إلى ناحية ذي طوى (وهي من شعاب مكة ومداخلها) حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم هاهنا؟
فيقولون: نحو من أربعين رجلا. فيقول: كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون:
والله لو يأوي الجبال لاوينا معه. ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم: أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة. فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتى يأتون (يأتوا) صاحبهم، ويعدهم إلى الليلة التي تليها " البحار ج 52 ص 341، والظاهر أن منظور الرواية