عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٧٨
وأن دولتهم الممهدة تكون قامت قبل بضعة شهور. كما لابد أن يكون لانصاره الإيرانيين وجود في مكة أيضا. بل لابد أن يكون له أنصار أيضا من الحجازيين والمكيين، بل ومن عباد الله الصالحين في قوات حكومة الحجاز.
في مثل هذا الجو المعادي والمؤيد، يضع الإمام المهدي أرواحنا فداه خطة إعلان حركته من الحرم الشريف، وسيطرته على مكة. ومن الطبيعي أن لاتذكر الروايات تفاصيل عن هذه الخطة، عدا تلك التي تنفع في إنجاح الثورة المقدسة، أو لا تضر بها.
وأبرز ما تذكره أنه عليه السلام يرسل شابا من أصحابه وأرحامه في الرابع والعشرين أو الثالث والعشرين من ذي الحجة، أي قبل ظهوره بخمسة عشر ليلة لكي يلقي بيانه على أهل مكة. ولكنه ما أن يقف في الحرم بعد الصلاة، ويقرأ عليهم رسالة الإمام المهدي عليه السلام، أو فقرات منها، حتى يثبوا إليه ويقتلوه بوحشية، داخل المسجد الحرام، بين الركن والمقام. ويكون لشهادته المفجعة أثر في الأرض وفي السماء.
تكون هذه الحادثة حركة اختبارية ذات فوائد متعددة. فهي تكشف للمسلمين وحشية السلطة الحجازية، ومن ورائها القوى الكافرة. وتمهد بظلامتها وتأثيرها لحركة المهدي عليه السلام، التي لا تتأخر عنها أكثر من أسبوعين. كما أنت تبعث الندم والتراخي في أجهزة السلطة، بسبب هذا الاقدام الوحشي السريع.
وأخبار شهادة هذا الشاب الزكي في مكة، متعددة في مصادر الفريقين، وكثيرة في مصادرنا الشيعية. وهي تسميه الغلام، والنفس الزكية، ويذكر بعضها أن اسمه محمد بن الحسن.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال " ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا:
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»