بلى يا أمير المؤمنين. قال: قتل نفس حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش. والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة. قلنا: هل قبل هذا من شئ أو بعده؟ فقال صيحة في شهر رمضان، تفزع اليقطان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها " البحار ج 52 ص 234، والظاهر أن عبارة " قوم من قريش " مصحفة، حيث لا يستقيم لها معنى.
وفي رواية طويلة مرفوعة إلى أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام قال " يقول القائم لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: إمض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة، أنا رسول فلان إليكم، وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا، وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا. فإذا تكلم الفتى بهذا الكلام، أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية. فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا (أما) أخبرتكم أن أهل مكة لا يردوننا. فلا يدعونه حتى يخرج، فيهبط من عقبة طوى في ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر، حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النبي صلى الله عليه وآله ويصلي عليه، ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس " البحار ج 52 ص 307.
والرواية مرفوعة كما ذكرنا. وطوى المذكورة فيها: أحد جبال مكة ومداخلها. وما ورد فيها عن النفس الزكية قوي في نفسه. ولكن المرجح في كيفية ظهوره عليه السلام أنه وأصحابه يدخلون المسجد فرادى كما يأتي.
وقد أورد ابن حماد في مخطوطته عداة أحاديث حول النفس الزكية الذي يقتل في المدينة، والنفس الزكية الذي يقتل في مكة ص 89 و 91 و 93 و